احتفلت كلية المجتمع اليوم، بتخريج (38) من دارسات الدفعة (15) فرع الشبارقة متنقل قرية (العافايا) بمحلية ود مدني الكبرى بعد أن أكملن مطلوبات التخرج وتدربن على منهج الكلية في الغذاء والتغذية، والدراسات الإسلامية، والجماليات، والصحة العامة، والدراسات البيئية وذلك تحت شعار: (المرأة كل المجتمع).
شرف الاحتفال د. رضوان أحمد قسم السيد ممثل مدير جامعة الجزيرة؛ عميد شؤون الطلاب، ود. الطيب مكي الجيلاني عميد الكلية، والأستاذ دفع الله الأمين ممثل مدير إدارة الموارد البشرية، بجانب رؤساء فروع دلوت البحر، وود عشيب، وأم سنط.
وتفقد المشاركون في الحفل معرض الدارسات الذي عبر عن حجم المكتسب من المهارات في إعادة تشكيل مكونات محلية وتحويلها إلى تحف فنية، بجابن مهارات أخرى في جوانب لا تقل أهمية للمجتمع كالغذاء والصحة والبيئة وأمور الدين.
وأشارت ممثلة الخريجات “آمال يوسف إبراهيم” إلى إن كلية المجتمع جاءت برداً وسلاماً لترتقي بها المرأة بقرية “العافايا” ذلك من خلال مدها بالدراسات النظرية والعملية التي قالت إن الدارسات قد استفدن منها كثيراً وتعلمن من خلالها مهارات مفيدة، مبينة أن دراسة “الفقه” قد غرست فيهن قيماً وجدانية وإيمانية وسلوكية وتكافلية تصب كلها في إصلاح المرأة والخروج بها من الجهل إلى النور.
وذكرت أن الدراسات البيئية قد اهتمت بصحة البيئة ممثلة في إنشاء المشاتل وموارد الطاقة، فيما شملت الصحة العامة الإسعافات الأولية وطرق الوقاية التي أكدت أنها كانت كافية ومفيدة للحد من الأمراض على مستوى الأسرة والمجتمع، بينما أسهمت الجماليات بمختلف أنواعها في تزيين المنازل واستخدام الخامات الموجودة في البيئة المحلية ما بعث فيهن تذوق الفن في أبسط صوره وأكسبهن اندفاعاً ونشاطاً من أجل تحقيق الإكتفاء الذاتي للأسرة، مضيفة أن الدارسات تعلمن أيضاً الأعمال اليدوية البسيطة مما خفف عنهن أعباء الدخل اليومي.
وأوضحت أن الدراسات قد أتقن طرق إعداد الغذاء، وإعداد العصائر، وتعليب الخضر، وصنع المخبوزات بمختلف أشكالها لتتحول المرأة إلى “متطورة صناعياً” وبمقدورها منافسة المستورد من هذه الأغذية على حد تعبيرها، ممتدحة إسهام كلية المجتمع في تطوير مهارات المرأة والنهوض بها.
فيما أثنى البوشي عبدالله عبدالرحمن رئيس اللجنة الشعبية بالمنطقة، على فاعلية البرامج والأنشطة التدريبية التي نفذها أساتذة فرع الشبارقة والتي قال إنها أسهمت في رفع المستوى التعليمي والمعرفي للدارسات. واعتبر ربط الجامعة بالمجتمع “رسالة سامية” نظراً لحاجة الريف لهذه الدورات التدريبية والتعليمية، مؤكداً استفادة الدارسات من الدورة وحثهن على ممارسة ما اكتسبنه من مهارات وذلك للمساعدة في تخفيف أعباء المعيشة عن أسرهن.
رئيس فرع الشبارقة الشيخ لطفي عباس، قال إن اهتمام كلية المجتمع قد انصب حول الاهتمام بالمرأة باعتبارها كل المجتمع، مؤكداً تميز هذه الدفعة وقدرتها على استيعاب الطرح العلمي، وترجمته على أرض الواقع، داعياً لتوفير التمويل الأصغر للدارسات ليفتح أمامهن فرصاً أوسع لارتياد آفاق بعيدة في الإنتاج.
وأشار د. الطيب مكي الجيلاني عميد كلية المجتمع إلى غوص الكلية عميقاً في ثنايا المجتمع من خلال تمليك الشباب وسائل إنتاج، واستهداف شرائح مختلفة ببرامج تمتد لنصف عام، لإكسابهن الثقافة الإسلامية، والصحية، والبيئية، والمهارات المتعلقة بالجماليات، والمشغولات اليدوية، وصناعة الأغذية، وإدارة اقتصاديات المنزل، باعتبارها عوامل منوط بها تغيير وجه الحياة الاجتماعي والاقتصادي للأسرة.
وأكد مضيهم في تعزيز أهداف الكلية من خلال الانفتاح على الشرائح البسيطة، ومحاولة التغيير والدفع نحو السلوك الإنتاجي الإيجابي، وملأ الفراغ بما ينفع، وتأكيد اهتمام المؤسسات بهذه الشرائح عبر هذه البرامج ذات المردود الاجتماعي والاقتصادي.
وبدوره قال ممثل مدير الجامعة إن الحاجة باتت ملحة لإعادة النظر في كيفية التعامل مع الموارد الاقتصادية في كل أنحاء السودان، وتغيير النظرة الكلية العادية التي ليست لها قيمة للموارد، وترشيد هذه الموارد لأغراض الصادر، مشيراً إلى أن تمكين الناس من المساهمة في الحياة المعيشية، وتعزيز إسهام الفرد في الاقتصاد، يعتبر من أهم أهداف كلية المجتمع، مبيناً أن الأمر يتطلب نظرة مغايرة من الكلية يفرض عليها تحديث المناهج بشكل دائم لتجاوز ما قال د. رضوان إنه إشكاليات كبيرة في كيفية التعامل داخل المنزل والأسرة.
وكشف عن إتجاه الكلية لفتح الأبواب لدراسة هندسة الكهرباء والسيارات للفاقد التربوي من الشباب لتكون بمثابة خطوات واسعة في طريق الانتقال لدائرة الإنتاج، وقال إنهم على استعداد لدعم مسيرة الدارسات بتوفير التمويل الأصغر، والسعي مع إدارة الجامعة لتوفير المعينات اللازمة للراغبين في الإنتاج.